والدي العزيز هاقد مرت سنة كاملة منذ أطلعتك على وضع بلادنا الحبيب وكيف تحقق الحلم الذي طالما كنت تدعو اليه وتدعو شبابنا اليه نعم والدي العزيز لقد خرج شبابنا وضحو بأنفسهم ودمائهم كي ترسو مباديئ الحرية والعدالة والمساواة وقالو لا للفساد لا للعبث بمقدرات هذا الوطن الحبيب.
وماهي النتيجة والدي العزيز ,مبادرة خليجية أعطت حصانة لمن عبث بهذا الوطن طيلة الفترة المنصرمة وأعطت فرصة لمن كانو أصلا خارج الملعب السياسي وأتخاذ القرار وأدخلتهم ضمن القائمة الرئيسية لهذا الملعب.
نعم والدي العزيز سأقولها بدلا عنك مازلنا نساوم على أسوأ الحلول ونترك الحلول الفضلى ولكن ياوالدي هذا ماقيل لنا من قبل عقلائنا بأعتبار هذا هو الحل الاسلم لنا لكي نتجنب الحرب ولكي نحقن الدماء ولكني مازلت مصدوما ياوالدي أولم تعلمني بأن الحرية لاتؤتى على شكل جرعات وأنما بأن يكون المرء حر أو لايكون .
"الحرية" ما أجمل صدى هذه الكلمة وأيقاعها في أذني فعند سماعها تتجلى والدي العزيز أمامي أسماء عظماء ناضلو وماتو من أجل هذه الفكرة كمارتن لوثر كينج الذي ألغى العنصرية في أمريكا وغاندي الذي طرد الاستعمار من الهند وغيرهم ممن وهبوا حياتهم لأجل هذا المبدأ السامي.
قد يقول قائل أنني أبالغ قليلا في وضع هذه المقارنة ولكني أراها كلها أفكار تصب في منبع واحد, قد يكون هذا ماينقصنا والدي العزيز, القيادة وغياب دور الحكماء والعقلاء الذين من المفترض أن يوجهوا طاقة الشباب الذين خرجوا والذين مازالو ينادون بالحرية فماأعز النفس أن عاشت بظلها وما أذلها أذا أبتغت غيرها وما أغلى ثمنها أن أردنا أستردادها.
نعم والدي العزيز ثمنها غالي فقد دفع معظم شبابنا دمائهم ثمنا لذلك , أصبح شعبنا في حالة أنقسام فهناك أحزاب في الساحات ثبطت عزيمة الشباب وجعلتهم يتغنون بدماء الشهداء وجعلوها مناسبات للذكرى وهناك أناس يبكون على النظام البائس القديم راضيين بماكنا عليه من فساد ومصادرة حقوق ومحسوبيه ونهب لمقدرات هذا الوطن الغالي غير مدركين للمعنى الحقيقي للحرية، وكأن الحرية هي فقط قدرتك على الكلام الذي تريده دون أن يمسك أحد وغيبوا المعنى الاساسي لها الا وهي الكرامة والحق في المواطنة المتساوية وخلق فرص لكل الشباب المؤهل والرقي في جميع المستويات المعيشية متذرعين بأن وضعنا الان أصبح أسوأ مما كنا عليه.
أولم تعلمني والدي العزيز أنه يجب علينا أن نضحي في البداية لكي نرقى الى الافضل ولكن يبدو أن الشهداء هم الوحيدون من علموا وأمنوا وشعروا بدواخلهم ماذا يستحق هذ الوطن فقد ضحوا بأنفسهم ودمائهم من أجله .. والدي العزيز أعتذر اليك أن كنت قد ضجيت عليك مضجعك وأنت في جوار ربك ولكن التفكير في مستقبل بلادي يرهقني جدا فيحزنني تارة ويفرحني تارة أخرى ولكن والدي العزيز مازال هناك أمل فمهما غابت الشمس لابد لها أن تشرق من جديد وحتى وأن طال غروبها فمازال هناك ضوء القمر الخافت ألا وهو الامل الذي رسمه شهدائنا بتضحياتهم بدمائهم من أجل أن نستنير به الى حين شروق فجر جديد وواعد على هذا الوطن الغالي.
رحمة الله عليك ياوالدي كم تمنيت أن تكون بيننا في مثل هذه الاوقات العصيبة والتي تحتاج الى أناس من أمثالك لترشدنا وتوجهنا ,لكنك بجوار ربك الان فأرجو من الله أن يجعل مثواك الجنة بجوار نبيه الحبيب والشهداء وعباده الصالحين.