قلتها في بداية الحرب بأكثر من منشور أن حال التحالف العربي في اليمن كمن يجمل عروساً فيكحل عينا و يقتلع الأخرى - بقصد أو بدون قصد - و هذا أقل ما أستطيع تصوره حاليا بنظرة ذاتية قد تبدو قاصرة لكنها تحمل الكثير من الحقيقة شئنا أم أبينا.
يجب أن يعلم التحالف يقينا أننا نناهض المليشيا و التمرد على الدولة، لكن هذا لا يعني أبدا مباركتنا لهم تدمير الجسور و الطرقات كأبسط شريان اسفلتي و فرته لنا الصين وغيرها من الدول المانحة قبل عقود.
يأتي قصف جسر (نقيل السياني ) في محافظة إب اليوم كـآخر هدايا التحالف هذا الشهر لإقليم الجند. بدلا من قصف هذا الجسر الذي لا ذنب له سوى أنه كان شريانا يربط الحالمة باللواء الأخضر و غيرها من المحافظات، كان ينبغي توفير الضربة لــ "تبة الدفاع الجوي" في تعز - التي راح ضحيتها عشرات الشباب الأحرار- كتغطية لتقدم المقاومة أثناء المواجهات، إن صح حرصكم على تحرير تعز، أما أن يتم استهداف جسر تحت مبرر قطع الإمدادات - و إن صح بعضها - فتلك هي الكارثة و الاستخفاف الذي تمارسونه معنا طيلة عام !
و بالنظر لحال مدينة تعز فهي تعاني من القتل و التشريد و التنكيل و فيها مورست أبشع جرائم الحرب بحق المدنيين بينما يقف التحالف كــحَكَم مباراة نهائية ينتقي خيرة لاعبي الفريق الأضعف ليخرجهم ببطاقات حمراء دون سبب يذكر، و يرفع بطاقات صفراء لأضعف لاعبي الفريق الأقوى لامتصاص غضب الجماهير.
إلا أنه يحسب للفريق الأضعف استبساله و دفاعه و كذا جمهوره و أرضه و هذا ما لم يستطع الحَكَم التحكم به.
و في خضم كل هذا السخط لا يمكن أبدا أن ننسى أن صالحا و شريكه الحوثي سببان رئيسيان لا ثالث لهما في افتعال الحرب و إيجاد مبرراتها، و هذا ما يلجم كل مناهضي مشروعهما المقيت عن جرائم التحالف.
لم تتركوا لنا فرصة حتى للتعاطف معكم مستقبلا، تعاملتم مع كل من قال لكم : (لا لتقويض الدولة) بأنه عميل و مرتزق و اسرائيلي و امريكي و يجب قتله. نسفتم كل أعراف القبيلة و المجتمع و الدين و الشرع و المجتمع الدولي و صرختم : (ما نبالي ما نبالي)، و ليتكم تمتلكون مشروعا حقيقيا لنقول لغيركم دعونا ننعم في ظلال القرآن - المنسوبة إليه مسيرتكم - فكيف تريدون غيركم أن يبالي!
عرفتم يا هؤلاء لماذا يسكت الإنسان و في فمه ماء؟!!