أن تنتمي إلى التنظيم الوحدي الشعبي الناصري فهذا لا يعني إطلاقاً أنك تنتمي إلى حزبٍ عادي في قائمة الأحزاب السياسية اليمنية
!
فالتنظيم الناصري وكما يبدو في الساحة اليمنية هو حزب متمكن لديه رؤية طموحة لتغيير مستوى اليمن عبر رفع درجته الاقتصادية والثقافية والسياسية , عبر مراحل معينة تتم فيها غربلة كل مشاكل اليمن وإقصائها بعيداً بحلول سلمية منطقية يلمسها المجتمع ويشعر بالتغيير الذي حصل له
.
إن تجربة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ( 1974 - 1977 ) كانت هي الشاهد الأكبر للفكر الناصري الذي نجح نجاحاً باهراً امتدت آثارهُ حتى هذه اللحظة , حيث شهدت تلك الفترة تطوراً سياسياً , وإزدهاراً إقتصادياً , بلغت فيه اليمن درجةً عاليةً من الرخاء مقارنةً بالفترة التعيسة الطويلة التي حكمت فيها الأسرة الإمامية اليمن , لذا فإن تأريخ الناصريين اليمنيين مشبع بالإنجازات , ومشهود لتلك الفترة بأنها إحدى فترات اليمن الذهبية في العصر الحديث
.
ورغم ما تعرض له التنظيم الناصري من عمليات اغتيال لقاداته , التي كان أشهرها إغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي , ومن ثم إغتيال وإخفاء القادة الناصريين في 1978 , ورغم الملاحقات التي كان يقوم بها النظام السابق لرموز الفكر الناصري في اليمن إلا أن التنظيم استمر بشكلٍ قوي , ينشر أفكاره ويتقبلُ العديد من المؤمنين بقضية القومية العربية وبالوحدة والمساواة , وينتظر اللحظة الحاسمة للظهور في الساحة السياسية اليمنية كمكون سياسي قوي وكبير يستطيع الاعتراض على قرارات النظام التي لم تكن تصب في مصلحة الوطن آنذاك
.
واستمر الناصريون بالعمل في شكلٍ سري كتنظيم سياسي متكامل إلى أن أتت اللحظة المناسبة في اتفاقية الوحدة اليمنية التي نصت بالسماح بتعدد الأحزاب , حيث فاجأ التنظيم الناصري الجميع , وأظهر نفسه كأول مكون سياسي يخرج إلى الساحة بشكلٍ رسمي , وقد حوربتِ الفكرة الناصرية حيثُ قام بعضهم وبدعمٍ حكومي بإنشاءِ مقراتٍ لأحزابٍ تسمي نفسها أحزاباً ناصرية كان هذا كله لغرضِ تشتيت الشعب اليمني المعجب بالفكرة الناصرية , وتحويله عن الناصرية الأصلية التي كان يدعو إليها التنظيم الوحدوي الشعبي
.